dimanche 18 novembre 2007

تاريخ المدينة العتيقة


أما المدينة العتيقة ذاتها المحصورة بين الهضاب الغربية والمستنقعات الشّرقية فقد طوّرت نسيجها شمالا وجنوبا لتنقسم إلى ثلاثة أجزاء : قلب المدينة وحيّ باب السويقة في الشّمال وحيّ باب الجزيرة في الجنوب. باتت هذه المدينة عاصمة لمملكة قويّة في العهد الحفصي (القرن 13 - القرن 16م.) ومركزا دينيا وفكريّا واقتصاديّا كبيرا منفتحا على الشّرق الأوسط والمغرب وإفريقيا وأوروبا وعلاوة على ذلك فقد أصبح لديها عدد هائل من المعالم الرّائعة التي تجمع بين الطّابع الإفريقي والتأثيرات الأندلسيّة كما هو الشأن بالنسبة لجامع الموحّدين بالقصبة ( بداية القرن XIII) والمدرسة الشّماعيّة وهي المدرسة الأولى في شمال إفريقيا ( XIII

والميضة المخصّصة لوضوء السّلطان (منتصف القرن XV وضريح سيدي قاسم الزّليجي نهاية القرن XV والعديد من المعالم الأخرى.

إن القصور والدّيار تولدت إلى تلك العصور البعيدة نادرة على عكس ما خلفته لنا القرون الثلاثة الأخيرة من مثيلتها كدار عثمان ( بداية القرن XVII ودار بن عبد اللّه ( القرن XVIII ودار حسين و دار الشّريف ... وديار أخرى تتراوح رحابة وزخرفة لا يقل عددها عن المائة حسب جرد سنة 1970 . وإذا ما أضفنا إلى تلك الرّوائع التي ميّزت المدرسة المعماريّة المحليّة لمدينة تونس خلال القرون الثلاثة الأخيرة ، عددا من الجوامع والمساجد والزوايا إلى غير ذلك من المعالم التي يبلغ عددها قرابة المائتين نذكر منها : جامع يوسف داي وجامع حمّودة باشا وجامع محمّد باي أو سيدي محرز وجامع صاحب الطّابع وزوايا سيدي محرز وسيدي علي عزّوز وسيدي عبد القادر والكتاتيب والتّربات كتربة الفلاّري وتربة عزيزة عثمانة وتربة البايات الحسينيّين المسمّاة بتربة الباي والأبواب والأبراج الخ ..., لوجدنا أن عدد معالم مدينة تونس يتجاوز ست مائة معلم قد تم بعد تصنيف وإحياء عدد كبير منها.

إن الجهود الجبّارة التي بذلتها تونس منذ الاستقلال (1956) التي تكثفت منذ حلول السابع من نوفمبر(1987)من أجل صيانة تراث هذه المدن التّاريخيّة قد أعطت أكلها.

وأفضل مثال على ذلك مدينة تونس حيث يجد الزّائر في أسواقها وأنهجها وأزقّتها ومعالمها مجالا للوقوف أمام قيم ثقافيّة وفنيّة لتراث تم إنقاذه بفضل إرادة ومثابرة الجميع من مواطنين ورجال ثقافة وأعضاء مجالس بلديّة وحكومة وأصحاب القرار السّياسي عامة.



Aucun commentaire: