dimanche 18 novembre 2007

تاريخ المـــــدينة


كانت مدينة تونس تسمّى في العصور القديمة "تيناس "، أمّا بعض النّصوص العربيّة القديمة فقد كانت تطلق عليها اسم "ترشيش ". يتنزّل تاريخ المدينة ضمن معالمها الأثريّة ، فتجسد هذه الحقيقة مدى ثراء المدينة وحسن حفظها، تلك المدينة العريقة والضاربة في أعماق التّاريخ حيث كانت تعرف منذ القرن السّادس ق.م إلى جانب قرطاج العاصمة البونيّةالكبرى. غير أنّها لم تعرف ازدهارا حقيقيّا إلا انطلاقا من القرن السابع ميلادي وبداية فترة الوجود العربي الإسلامي

ومع ذلك فإن المدينة العربيّة الإسلاميّة تستمد بعض ملامح شخصيّتها من المدينة العتيقة التي ورثت عنها إضافة إلى الموقع الذي يعود إلى العهد الرّوماني وقبل الرّوماني ، شكلا من أشكال العمران وخاصة بعض البقايا والآثار المهمّة ، كالضّريح البوني الثري الذي عثر عليه بهضبة " الرّابطة " وأركان مسرح روماني بأسس دار الباي ، المقر الحاليّ للوزارة الأولى، وبقايا كنيسة أو قلعة بيزنطيّة تحت جامع الزيتونة ونقيشة تشير إلى فترة الوندال.

غير أن أكبر عدد من الآثار يعود إلى الفترة العربيّة وتمتاز هذه الآثار بأهمّيتها وحسن حفظها نذكر منها بالدّرجة الأولى جامع الزيتونة الذي أسّس في نهاية القرن السّابع ، لكن هيئته الحالية تذكرنا بفترة الأغالبـة ) القرن IX ميلادي ( مع إضافات تعود إلى الفترات المتتالية خلال العشرة قرون الأخيرة ، ويمكننا من خلال هذه البناية العظمى متابعة ومعرفة كل الاتجاهات والتّحولات والتّطورات التي شهدتها العمارة والفنون التونسيّة حتى القرن التاسع عشر.

وهكذا تبدو تونس بمعالمها كتابا مفتوحا يجد فيه القارئ ما يشفي الغليل ، فهي تمتد أمام الناظر وعلى امتداد البصر مبسطة بيضاء ما عدى المآذن العديدة الرباعيّة أو الثمانيّة الشكل قد صوّبت نحو السّماء مصابيحها المشدودة إلى السّقوف الهرميّة الشّكل التي يعلو كلا منها هلال.

وتعدّ مئذنة جامع الزيتونة أشدّ عظمة وأكثر ارتفاعا على الإطلاق

لكنّها في الآن نفسه أحدثها إذ يعود بناؤها إلى أواخر القرن التاسع عشر (1894) فهي آ خر شهادة كبرى لمدرسة

تونسية للهندسة المعمارية تعتبر بدون منازع من أشهر المدارس العربية الإسلامية. ويمثّل جامع الزيتونة المعمور أرقى فضاء ديني وروحي وذلك بفضل الموقع المركزي الذي يحتلّه وسط الأحياء التجاريّة الغنيّة وأسواق الصّناعات التّقليديّة.

وقد شيّدت القصبة في ما مضى ، فوق مرتفعات الهضبة المشرفة على المدينة من الجهة الغربية وكانت مقرّ إقامة السّلطان الحفصي.

وقد مضت على اختفائها عشرات السّنين ، وحلّ محلّها حيّ إداري فخم يحتوي على مباني ذات طابع أوروبي أو موريسكي جديد يطلّ عليها المعهد الصّادقي ( نهاية القرن XIX )ودار الحزب وحديثا قصر البلديّة. و قد تمّ بناء المدينة الأوروبية في الجهة الشّرقية منذ نهاية القرن التّاسع عشر فوق أراضي سبخة شاسعة امتدّت منذ القرون الوسطى إلى القرن XIX على طول الجناح الشّرقي للمدينة أمام باب البحر حيث كانت توجد التّرسانة التي

شيّدت قبالة الميناء. وقد شيدت في هذه المدينة الجديدة عمارات أوروبية أنيقة مثل مسرح مدينة تونس.



Aucun commentaire: