4 ساحة القصر
التاريخ
تعرف هذه الدار باسم قصر حسين الفريق (الجنرال). وهي توجد بمكان إقامة بني خرسان الذين حكموا المدينة من 450 هـ /
يسند البعض تأسيس هذا القصر إلى يوسف داي ( من 1019 هـ / |
يعود تشييد هذه الدّار الواقعة بنهج سيدي بوخريصان بين سوق السكاجين ودار حسين (باب منارة ) إلى موفى القرن العاشر هجري السّادس عشر ميلادي أو إلى بداية القرن الحادي عشر هجري السّابع عشر ميلادي ثمّ وضعت على ذمّة موظّف تركي كبير كان عليه أن يقيم غير بعيد عن مقرّ الحكومة بالقصبة. خلال القرن الثاني عشر هجري الثامن عشر ميلادي أصبحت البناية ملكا لعائلة " الحدّاد " التي هي من أصل أندلسي ، اختصّت في صنع الشّاشية. وفي سنة 1147 هـ / |
قامت بلديّة تونس ببعث العديد من الأنشطة الهادفة إلى ترميم ديار ومعالم المدينة وإلى تجديد وإعادة تأهيل المركز التاريخي وإدخال حركيّة جديدة عليه . وعلاوة على ذلك ، فقد بادرت بالعديد من الأعمال لهدف التّوعية بأهميّة التّراث المبنيّ وبضرورة المحافظة عليه.
و لهذا الغرض قامت البلديّة ببعث الأجهزة والآليّات الملائمة.
فأنشأت بالخصوص :
- جمعيّة صيانة المدينة التي تقوم بأعمال دراسة الصّيانة وبإعادة التّهيئة العمرانيّة والتّرميم والتّنسيق بين مختلف المصالح المعنيّة .
- مكتبة مدينة تونس (مقرّ الجمعيّة التونسية : معالم ومواقع) ، التي تجمع المؤلّفات المتعلّقة بمدينة تونس وبتاريخ معالمها وأعلامها كما تنظّم اللّقاءات والمؤتمرات والنّدوات.
- متحف المدينة بقصر خير الدّين .
- مهرجان المدينة الذي يعرف بثرائها والذي ساهم بنصيب وافر في عودة الوفاق بين السّكان ومدينتهم
والميضة المخصّصة لوضوء السّلطان (منتصف القرن XV وضريح سيدي قاسم الزّليجي نهاية القرن XV والعديد من المعالم الأخرى.
إن القصور والدّيار تولدت إلى تلك العصور البعيدة نادرة على عكس ما خلفته لنا القرون الثلاثة الأخيرة من مثيلتها كدار عثمان ( بداية القرن XVII ودار بن عبد اللّه ( القرن XVIII ودار حسين و دار الشّريف ... وديار أخرى تتراوح رحابة وزخرفة لا يقل عددها عن المائة حسب جرد سنة 1970 . وإذا ما أضفنا إلى تلك الرّوائع التي ميّزت المدرسة المعماريّة المحليّة لمدينة تونس خلال القرون الثلاثة الأخيرة ، عددا من الجوامع والمساجد والزوايا إلى غير ذلك من المعالم التي يبلغ عددها قرابة المائتين نذكر منها : جامع يوسف داي وجامع حمّودة باشا وجامع محمّد باي أو سيدي محرز وجامع صاحب الطّابع وزوايا سيدي محرز وسيدي علي عزّوز وسيدي عبد القادر والكتاتيب والتّربات كتربة الفلاّري وتربة عزيزة عثمانة وتربة البايات الحسينيّين المسمّاة بتربة الباي والأبواب والأبراج الخ ..., لوجدنا أن عدد معالم مدينة تونس يتجاوز ست مائة معلم قد تم بعد تصنيف وإحياء عدد كبير منها.
إن الجهود الجبّارة التي بذلتها تونس منذ الاستقلال (1956) التي تكثفت منذ حلول السابع من نوفمبر(1987)من أجل صيانة تراث هذه المدن التّاريخيّة قد أعطت أكلها.
وأفضل مثال على ذلك مدينة تونس حيث يجد الزّائر في أسواقها وأنهجها وأزقّتها ومعالمها مجالا للوقوف أمام قيم ثقافيّة وفنيّة لتراث تم إنقاذه بفضل إرادة ومثابرة الجميع من مواطنين ورجال ثقافة وأعضاء مجالس بلديّة وحكومة وأصحاب القرار السّياسي عامة.
ومع ذلك فإن المدينة العربيّة الإسلاميّة تستمد بعض ملامح شخصيّتها من المدينة العتيقة التي ورثت عنها إضافة إلى الموقع الذي يعود إلى العهد الرّوماني وقبل الرّوماني ، شكلا من أشكال العمران وخاصة بعض البقايا والآثار المهمّة ، كالضّريح البوني الثري الذي عثر عليه بهضبة " الرّابطة " وأركان مسرح روماني بأسس دار الباي ، المقر الحاليّ للوزارة الأولى، وبقايا كنيسة أو قلعة بيزنطيّة تحت جامع الزيتونة ونقيشة تشير إلى فترة الوندال.
وهكذا تبدو تونس بمعالمها كتابا مفتوحا يجد فيه القارئ ما يشفي الغليل ، فهي تمتد أمام الناظر وعلى امتداد البصر مبسطة بيضاء ما عدى المآذن العديدة الرباعيّة أو الثمانيّة الشكل قد صوّبت نحو السّماء مصابيحها المشدودة إلى السّقوف الهرميّة الشّكل التي يعلو كلا منها هلال.
وتعدّ مئذنة جامع الزيتونة أشدّ عظمة وأكثر ارتفاعا على الإطلاق
لكنّها في الآن نفسه أحدثها إذ يعود بناؤها إلى أواخر القرن التاسع عشر (1894) فهي آ خر شهادة كبرى لمدرسة
وقد شيّدت القصبة في ما مضى ، فوق مرتفعات الهضبة المشرفة على المدينة من الجهة الغربية وكانت مقرّ إقامة السّلطان الحفصي.
وقد مضت على اختفائها عشرات السّنين ، وحلّ محلّها حيّ إداري فخم يحتوي على مباني ذات طابع أوروبي أو موريسكي جديد يطلّ عليها المعهد الصّادقي ( نهاية القرن XIX )ودار الحزب وحديثا قصر البلديّة. و قد تمّ بناء المدينة الأوروبية في الجهة الشّرقية منذ نهاية القرن التّاسع عشر فوق أراضي سبخة شاسعة امتدّت منذ القرون الوسطى إلى القرن XIX على طول الجناح الشّرقي للمدينة أمام باب البحر حيث كانت توجد التّرسانة التي
شيّدت قبالة الميناء. وقد شيدت في هذه المدينة الجديدة عمارات أوروبية أنيقة مثل مسرح مدينة تونس.